قبل التطرق الى التعريف بقبيلة إلغ الجبلية، يجب تمييزها عن بلدة إيليغ التي تقع في جنوب قبيلة تازروالت، والتي كانت عاصمة للامارة السملالية، فقبيلة إلغ تقاسمتها القبائل المجاورة لها، كقبيلة إيسموكن وقبيلة أمانوز وقبيلة أيت وافقا وقبيلة أيت عبدالله او سعيد، وأصبحت مندمجة فيها
وأفضل من يعرفنا بمنطقة إلغ العريقة من ينتسب اليها، العلم الكبير، والعلامة الجليل، الأستاذ محمد المختار السوسي الالغي، الذي خصص جزءا من مقدمة كتابه المعسول للتعريف بموقعها ووصف جغرافيتها وتفصيل قراها، وعرض عاداتها وبيان تقاليدها، وأهل مكة أدرى بشعابها كما يقال
يقول المختار السوسي في وصف إلغ الجغرافي في كتابه المعسول
------------------
بسيط إلغ البعيد عن تيزنيت شرقا بـ 84 كلم، يكاد يكون مستديرا، تحيط به الجبال من جميع جهاته الأربع، فمن الشمال يبتدئ الشمال الشرقي بجبل أمقسو العالي القمة، وهو آخر ما يرى قرص الشمس عند وجوبها، ثم يمتد الجبل من شعب أكني اديان، فجبل توكال، فالجبل العظيم الممتد في كل الشمال الى أيت وافقا، وهو جبل الايغشانيين الذي في سفحه إيجني نتاكزين – أي شعب العصر- ثم يحوط البسيط غربا جبل له قمة مسنونة عليه مشهد صالح يسمى أبا بكر، من بعد أن تمر ببصرك بمكان المدرسة الوافقاوية، فسوق الخميس إزاء صخرة تعزى، ثم يسير الجبل جنوبيا الى ثنية تيزكي نحمو اوعيسى، حيث يطلغ الالغيون الى قبيلة مجاط، وراء قرية تافكاغت الى الشعب الذي يطلع فيه من يذهب الى أكادير إيزري، ثم يحوط البسيط من جنوبيه جبل آخر غير عال إلا من ناحية تاكنزى، حيث بني الحصن القديم، وهو الذي تسمى به القرية تحته الدوكادير –تحت الحصن- ثم الى محل الخلوة، ثم يمر الجبل بثنية، ثم يمر الجبل بثنية أكني والبان، ثم الى أكني ادقي الى أن يتصل البصر بجهة قرية أكجكال الى تافيلتاست، ثم من سمت هذه القرية يبتدئ جبل آخر غير عال، فيمر بمعدن النحاس، ثم بأكادير وايو، ثم يستمر الى جوار قرية إيزربي، حيث مدفن الشيخ سيدي عيسى بن صالح
ثم ان لالغ ذكرا من قديم، فقد قرأت في كتاب يسمى ديوان مولاي احمد الذهبي، جمع في مختتم القرن العاشر، ان الذهبي نزل في إلغ وهناك قام بضيافته الحربيليون والايغشانيون والوافقاويون، ولعل محلا يوجد الآن في وسط هذا البسيط يضاف الى السلطان – إيغرم أوكليد – كان منزل السلطان الذهبي إذ ذاك، ثم علمت أيضا أن السلطان مولاي رشيد مر بإلغ في سنة 1081 هـ بعد تخريبه لايليغ، كما علمت أيضا أن جيش السلطان مولاي اسماعيل يقوده القائد الكبير عبدالكريم من القواد الاسماعيليين نزل في إلغ أيضا عام 1124 هـ وإذ ذاك اعتقل رؤساء قرية إيكلي
أما سكان إلغ فإنهم منسوبون الى القبائل التي تجاور هذا البسيط، فلكل واحدة طرفا من إلغ امتدت اليه من محلتها، ففي الشمال قبيلة إيغشان الحربيلية، فإن لها بعض القرى الالغية، ايكلي، أيت الحسن، أغلى، أكني اديان، توكال، وأرض هذه القرى محسوبة من قبيلة إيغشان، وفي غرب بسيط إلغ، قرى أغرابو، دو تمنروت، تافكاغت، فهذه تعد من قبيلة أيت وافقا، وفي شرقيه قرية أكجكال تعد من قبيلة ساموكن، وأما قرى أكادير وايو، تونين، أزار اوعيسى، ايزربي، فهي من قبيلة أمانوز، ولم يبق إلا القرى التي في الجنوب، فإنها للمرابطين الالغيين أولاد الشيخ سيدي عبدالله بن سعيد، ووراء حدود هذا البسيط من الجنوب الغربي، قرى إخوان هؤلاء المرابطين في أكادير إيزري
قرى إلغ كلها
لنلق نظرة على كل هذه القرى البسيطة
ولنبدأ بالجنوب ثم الشرق ثم الشمال ثم الغرب
أما القرى التي في الجنوب
تافكاغت : من أيت وافقا
الزاوية : من الدوكادير، من المرابطين آل عبدالله بن سعيد
أيت سليمان : من الدوكادير، منهم أيضا، ويقطن معهم بعض الحربيليين الذين هم أصلاء في القرية
تييوت القاسمية : من المرابطين وحدهم
تييوت الواوكرضائية : من المرابطين وحدهم، وقد اشتروا من أيت واوكرضا تلك الأرض، وهم من السموكنيين، وربما قطن بعضهم هناك
تاحواوات : تميل الى وسط البسيط من المرابطين وحدهم
تافراوت : كذلك إزاء التي قبلها من المرابطين وحدهم
أنويدر : كذلك إزاء التي قبلها من المرابطين وحدهم
والقرى التي في شرق البسيط هي
أكجكال : من قبيلة سموكن لا يقطنها مرابطي واحد
أكادير وايو : من قبيلة أمانوز ليس فيها مرابطي واحد
تونين : من أمانوز ليس فيها أيضا مرابطي واحد
أزار او عيسى : من المانوزيين أيضا، ليس فيها أيضا مرابطي واحد
إيزربي : من المانوزيين، بل هناك رئاستهم حديثا
إيغيل وامان : من المانوزيين أيضا
والقرى التي في الشمال هي
أيت الحسن اوعلي : من الايغشانيين
ايكلي : من الايغشانيين أيضا حيث كانت رئاستهم قديما
أكني اديان : من الايغشانيين حيث رئاستهم حديثا، ثم انقطعت اليوم
توكال : من الايغشانيين
وأما القرى التي في الغرب فهي
الدو تمنروت : من الوافقاويين
أغرابو : من الوافقاويين حيث رئاستهم حديثا، ثم انقطعت اليوم
تالزكى : بين سوق الخميس وتافكاغت
هذه 21 قرية بسيطة، بينها قرى المرابطين في قبيلة أيت عبدالله اوسعيد التي كانت مغمورة بين جيرانها الى العهد الأخير لفقر أهلها ولكون الأقوياء من جيرانهم يستضعفونهم حتى من عليهم بهذه الشهرة على لسان العلم والأدب والدين والارشاد، من يمن على الذين يستضعفون في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين، ولولا هذه الخصال لما كانت تلك القبيلة وتلك الأرض الجرداء تستحق حتى الخط بالقلم وحين كانت وطننا وفيها مسقط رؤوسنا نجد في أنفسنا ما يجده كل البشر في مثل موقفنا
بلاد ألفناها على كل حالة * * * وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
كما تؤلف الدار التي لم يطب بها * * * هواء ولا ماء ولكنها وطن
وقديما قيل : من قر عينا بعيشه نفعه
----------------------------------------
المصدر : كتاب المعسول لمؤلفه المختار السوسي
الحسين الشلح.