جرى الموسم التقليدي السنوي أو أنموكار سيدي أحمد أوموسى في 17 غشت 2009، حيث شهد كعادته كل عام إقبالا شعبيا كبيرا و خاصة في يومي الأربعاء و الخميس و هو اليوم الرسمي و الذي عرف حضورا رسميا و شعبيا أكبر، عدسة شبكة و منتديات ستار تيغمي زارت الموسم يوم الثلاثاء و نقلت لكم مجموعة من المعطيات.
ارتفاع حرارة الجو لم يسمح للكثيرين بزيارة كل فروع السوق الشعبي الكبير الذي امتد على مسافة الوادي و فضل الكثيرون الزيارة الليلية حيث تكون الحرارة نسبيا منخفضة، من الناحية التجارية ضل الموسم وفيا لسمعته حيث يشمل كل ما قد يخطر على بال الزائر و خاصة بعض البضائع التقليدية و التي اختفى بعضها من الأسواق الأسبوعية بالمنطقة، لكن الأكثر مبيعا يبقى التمر و الحناء و بعض مواد الزينة و التجميل، و هذه المواد التي قد يرتفع ثمنها مقارنة مع أسواق أخرى لأنها تحمل صفة ما يسمى "البروك" أي أنه بمجرد انها تباع بتازروالت فيعتقد البعض أن بها بعض البركة، و يقومون بشراء كميات مهمة منها تكفي لتوزع كهدايا على الأصدقاء و الجيران و باقي أفراد العائلة. أما الجانب الترفيهي فظل هو أيضا وفيا لعادته حيث حضر العديد من الفنانين الأمازيغيين لتنظيم حفلات فنية بالموسم، و غيرها من العاب الأطفال و فن الحلقة، و لكن هذا الجانب لم يستطع أن ينزع عن موسم سيدي أحمد أوموسى صبغته الدينية و الروحية و هذا ما يجعله مميزا و يدفع الكثيرين من كل أرجاء الوطن و خارجه لزيارته سنويا، و قد لفت اتباهنا وجود ممثلات احدى المنظمات الأمريكية و هن يقمن بنصح الزوار عبر لا فتات و دمى يعلمون بها الصغار و الكبار أهمية النظافة، نفس هذه الناشطات ينشطن في تيغمي في المستوصفات و المدارس، و قد ادى اتقانهن لتاشلحيت الى تخوف بعض الفاعلين الجمعويين من أن يكون لهن نشاط تبشيري بالمنطقة و دعوا المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم في مراقبة أنشطة مثل هذه المنظمات الأجنبية و مدى تأثيرها على شريحة حساسة من المواطنين يغلب عليهم الفقر و الأمية. أما ساكنة المنطقة فيشتكون من ما سموه هجوم كبير لموجة من النشالين و المتسولين طوال أيام الموسم، حيث يقول أحد ابناء المنطقة ان بعض العائلات قدمت لتازروالت منذ اليوم الأول من الموسم و احترف أبناؤها النشل و سرقة الزوار داخل اسواق الموسم، في حين احترفت الأم و الأب التسول على مدارج و مداخل الضريح، كما أن الزوار يشتكون من صعوبة الطريق الإلتفافية غير المعبدة التي يجبرون على المرور بها و ذلك ضمن خطة المسؤولين لتجنب إزدحام العربات وسط المركز، حيث يعاني الناس من غبار الطريق غير المعبدة و خاصة عندما تترافق مع حرارة جد مرتفعة و حين يستعمل الكثير من الزوار و سائل نقل عمومية غير مغطاة، و ما يثير حفيظة بعض الزوار هو حين يطلب منهم دفع رسوم او ضريبة للجماعة من درهمين فما فوق، حيث يقول البعض انه على التجار فقط دفع هذه الضريبة و ليس على الزوار كما يؤكدون انها يجب ان تكون اختيارية كنوع من المساهمة و ليست اجبارية. و يبقى موسم سيدي أحمد أوموسى من افضل المواسم التقليدية التي حافظت على هويتها عبر التاريخ، و يبقى علينا نحن كأبناء تيغمي أن نفكر اكثر في استغلال الموسم للتعرف و الحوار مع من يشاركونا نفس التاريخ، فمثلا لماذا لا تكون هناك لقاءات بين علماء المدارس العتيقة تيغمي و علماء رابطة شرفاء سيدي أحمد أوموسى و يحضرها شباب المنطقتين، و هنا يأتي دور الجمعيات في تنظيم مثل هذه اللقاءات.
أبناء تيغمي.