ظاهرة العنف المدرسي إحدى إفرازات واقعنا الاجتماعي الهش، الذي تنخر جسمه عدة تناقضات تتفاقم يوما بعد يوم، حيث أصبح العنف هو السمة الغالبة على العلاقات بين شريحة واسعة من أطفال مدارس وإعداديات ولاية مدينة طنجة المغربية، إلى درجة باتت فيها العملية التربوية موضع تساءل سواء تعلق الأمر بدور الأسرة أو المدرسة أو المجتمع.
إعدادية الأطلس مؤسسة تعليمية جديدة، دخلت إليها بعد معاناة مع الأزقة المؤدية إليها من كثرة الأوحال وبرك الماء، في إحدى حجراتها المطلية جدرانها بالأخضر والأبيض، كنت على موعد مع الاجتماع الأول للمجلس الداخلي، الذي ينتخب أعضائه من بين مدرسي الإعدادية إضافة إلى الطاقم الإداري، طُرحت عدة نقاط للنقاش والمرتبطة بمشاكل التلاميذ وموظفي المؤسسة.
أحد أساتذة مادة الرياضيات تناول الكلمة بانفعال وقال‘‘ نواجه سلوكيات مشينة من طرف التلاميذ عند خروجنا من الإعدادية، نسمع منهم كلمات بذيئة ويرشقوننا بالحجارة.. يجب أن نبحث عن الحل العاجل لهذا المشكل، لا يمكن أن نسمح بأن تـداس كرامتنا، ونستمر في العمـل في ظروف أمنية سيئة كهذه’’. واصل الأساتذة اجتماعهم بينما كان بعض التلاميذ ينظرون من وراء زجاج النوافذ، مستعينين بأيديهم لمعرفة ما يدور داخل الحجرة